الوقاية من شيخوخة الدماغ
الوقاية من شيخوخة الدماغ
يتغير الدماغ على مر السنين أكثر من أي جزء آخر من أجزاء الجسم، فمنذ الأسبوع الثالث من الحمل وحتى الوفاة يمر الدماغ في الكثير من المراحل، إلا أن نهاية هذه المراحل هي شيخوخة الدماغ (يالإنجليزية: Aging Brain)، وتعد هذه المرحلة أمراً حتمياً يواجهه الجميع في النهاية، إلا أن شيخوخة الدماغ تؤثر على كل شخص بشكل مختلف عن الآخر، ووفقاً للعديد من العوامل ومنها صحة الشخص العامة، والأمراض التي يعاني منها، ونظام الحياة والسلوكيات التي يتبعها. ولكن ما هي شيخوخة الدماغ الطبيعية وغير الطبيعية، وما أعراضها، وكيف يمكن الوقاية منها؟
Contents
شيخوخة الدماغ الطبيعية
خلال التقدم في السن يتعرض الدماغ إلى نوعين من التغيرات الطبيعية غير المرتبطة بالأمراض، والتي تؤدي إلى شيخوخة الدماغ وهما:
التغيرات الفيزيائية للدماغ
يصل وزن دماغ الإنسان الطبيعي إلى 1.4 كغم تقريباً، ولكن مع التقدم في السن يقل حجم ووزن الدماغ بمعدل 5% لكل عشر سنوات من التقدم في السن بعد سن الأربعين عام، وتزداد سرعة معدل الانخفاض في حجم الدماغ لدى الأشخاص الذين تتجاوز اعمارهم 70 عام، ويمكن لبعض العوامل والسلوكيات أن تسرع من شيخوخة الدماغ، ومن هذه العوامل ما يلي:
التدخين.
شرب الكحول.
تعاطي المخدرات.
عدم الحصول على عدد ساعات نوم كافية.
جودة النوم الرديئة، أي عدم النوم في مكان هادئ بعيداً عن المحفزات الصوتية والضوئية.
السمنة ونظام الحياة الخامل، إذ تزيد هذه العوامل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية التي تتلف جزءاً من خلايا الدماغ.
لا يزال سبب انخفاض حجم الدماغ غير مفهوماً تماماً، إلا أن الدراسات تشير إلى أن موت الخلايا العصبية نتيجة التقدم في السن يؤدي إلى تقلص المادة الرمادية في الدماغ، مما يقلص من حجم ووزن الدماغ، كما أشارت أبحاث أخرى إلى دور تقلص حجم المادة البيضاء في الدماغ، وغمد المايلين وهي الأغلفة التي تحيط بالأعصاب في شيخوخة الدماغ وتقلص حجمه بعد سن الأربعين عام.
لا تحدث التغيرات في الدماغ المرتبطة بالتقدم بالسن بنفس القدر في جميع مناطق الدماغ، فعلى سبيل المثال تتقلص المادة البيضاء في الفص الجبهي المسؤول عن الذاكرة قصيرة الأمد والتحفيز خمس مرات أكثر من باقي مناطق الدماغ بعد سن الأربعين، مما قد يفسر زلات الذاكرة التي يواجهها البشر نتيجة للتقدم في السن وشيخوخة الدماغ.
بالإضافة إلى ما سبق يتعرض الدماغ للتغيرات الفيزيائية التالية نتيجة شيخوخة الدماغ:
ضعف فعالية الاتصال بين خلايا الدماغ في مناطق معينة من الدماغ.
انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ.
ترقق قشرة الدماغ، وهي الطبقة المموجة التي تظهر على سطح الدماغ نتيجة لضعف التوصيل والتشابكات العصبية في الدماغ بسبب تقدم السن.
زيادة خطر تطوير الالتهاب عند التقدم السن كرد فعل تجاه التعرض للصدمات والعدوى، مما يؤثر بدوره على وظائف الدماغ، ويزيد من خطر مهاجمة الجهاز المناعي للدماغ أيضاً.
التغيرات المعرفية
يعد تغير الذاكرة المرتبط بالتغيير المعرفي من أهم أعراض شيخوخة الدماغ الطبيعية، ولكن كثيراً ما يتم ربط التغيرات المعرفية من قبل البعض بمرض الزهايمر أو الخرف، إلا أنه في الواقع ترتبط التغيرات المعرفية وتراجع الذاكرة بالتغيرات الطبيعية التي تحدث في الدماغ نتيجة التقدم في السن، ومن التغيرات المعرفية الطبيعية التي تحدث نتيجة شيخوخة الدماغ ما يلي:
صعوبة تعلم الأشياء الجديدة.
تذكر الأسماء والأرقام.
صعوبة تذكر المواعيد.
البطء في معالجة المعلومات.
انخفاض مستويات الانتباه.
انخفاض القدرة على التخطيط واستخدام الاستراتيجيات والخطط.
تراجع القدرات الإدراكية.
عدم القدرة على القيام بمهام متعددة في نفس الوقت.
صعوبة تكوين ذكريات جديدة.
تحسين المهارات اللغوية، وحفظ المزيد من المفردات.
شيخوخة الدماغ غير الطبيعية
يمكن لبعض العوامل والأمراض أن تزيد من خطر تلف خلايا الدماغ، وانخفاض حجمه، مما يؤدي إلى حدوث شيخوخة الدماغ غير الطبيعية، أي الناجمة عن الأمراض، وليس نتيجة للتطورات الطبيعية في جسم الإنسان بسبب التقدم في السن، ومن هذه الأمراض ما يلي:
اعتلال المادة البيضاء، وهي حالة تحدث نتيجة لالتهاب المادة البيضاء في الدماغ، وتشكل آفات بها، بسبب العديد من الحالات مثل تضيق الأوعية الدموية الدماغية، وتصلب الشرايين، والصداع النصفي، والتهاب الأوعية الدموية وغيرها من الأسباب.
السكتة الدماغية، ويطلق عليها أيضاً الجلطة الدماغية، إذ تتلف السكتة الدماغية خلايا الدماغ في المنطقة التي تعرضت لنقص أو انقطاع تدفق الدم إليها في الدماغ.
الخرف.
الزهايمر.
مرض السكري الخارج عن السيطرة، والغير مضبوط بالعلاج والنظام الغذائي.
التعرض لصدمة مباشرة على الرأس تؤثر على الدماغ.
داء بيك أو متلازمة الخرف الجبهي الصدغي.
داء هنتنغتون.
التصلب العصبي المتعدد.
طرق الوقاية من شيخوخة الدماغ
يمكنك تقليل خطر الإصابة بشيخوخة الدماغ المبكرة من خلال القيام بهذه الأمور:
الحصول على قسط كافٍ من النوم الذي يعد جزءًا مهمًا من الصحة الإدراكية.
الحفاظ على روتين يومي وأسبوعي، إذ يمكن أن يؤدي إحداث التغيرات اليومية
في الحياة إلى الشعور بالاكتئاب، والضغوط التي يمكن أن تضعف وظائف المخ.
الاستمرار في تنمية مهارات القراءة والكتابة، إذ تساهم القراء بانتظام في تحسين ذاكرتك وتخليصك من التوتر.
تدريب النفس على إجراء العمليات الحسابية في الرأسك، إذ يحافظ الحساب الذهني على قوة وظائف المخ والذاكرة.
تمرين العقل على حل الألعاب والألغاز.
التطوع والبقاء اجتماعيًا، قد يساهم في تعيلمك مهارات جديدة، مثل: الطبخ أو البستنة الأمر الذي من شأنه أن يخفف التوتر والقلق لديك ويمرن عقلك.
اتباع نظام غذائي متوازن من خلال تناول الأطعمة الصحية التي تحتوي على مركبات أوميغا 3 وأوميغا 6 من الدهون الصحية غير المشبعة،
الموجودة في الأسماك والمكسرات، يمكنك أيضًا الاستفادة من الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، مثل: الكاكاو أو العنب البري.
السيطرة على الحالات المرضية المزمنة التي تزيد من شيخوخة الدماغ، إذ ترتبط العديد من الحالات الطبية الخطيرة بانخفاض وظائف المخ،
قد يساعد إجراء الفحوصات الدورية واكتشاف الأمراض مبكرًا في الحصول على العلاج المناسب وزيادة جودة الحياة لديك مع تقدمك في العمر.