المفهوم الصحيح لرعاية المسنين
Contents
دراسة حول رعاية المسنين
إن مفهوم الرعاية للمسنين يجب أن يشمل كل حاجاته النفسية وغيرها .. وقد أصدرت الأمم المتحدة مجموعة من المبادئ للمسنين تتمثل في مجملها كارضاء لحاجات المسنين .
وهذه المبادئ هي مجموعة الحقوق التي يجب تحقيقها للمسنين .
1 ـ الاستقلالية فيحق للمسنين فرص الحصول على ما يكفي من متطلبات المعيشة .
2 ـ المشاركة ويحق للمسنين الإندماج في المجتمع والمشاركة بنشاط حسب مقدرتهم، وتشكيل هيئات وجمعيات للمسنين .
3 ـ الرعاية ويحق للمسنين الإستفادة من خدمات الرعاية والحماية الأسرية والمجتمعية والحصول على الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية والقانونية والتمتع بالحقوق الإنسانية .
4 ـ الإشباع الذاتي ويحق للمسنين استغلال فرص التطوير الكامل لقدراتهم مع الاستفادة من الموارد التعليمية والثقافية والترويحية في المجتمع .
5 ـ الكرامة فيحق للمسنين العيش بكرامة والمعاملة الحسنة بغض النظر عن السن والجنس والعرق والإعاقة أو أي حالة أخرى وتقدير إسهامهم الاقتصادي مهما كان .
وفي اطار هذه المبادئ والحقوق ، فإن الحفاظ على المسنين ورعايتهم هي من واجب عائلاتهم في المرحلة الأولى ثم على الدولة إيجاد المؤسسات العامة التي يستطيع فيها المسنون أن يشبعوا حاجاتهم .
استراتجيات الدول لرعاية المسنين :
صدر عن الجمعية الدولية للمسنين عام 1982م ( خطة فيينا الدولية للعمل من أجل المسنين ) التي تضمنت 62 توصية خاصة إلى جانب توجيهات عامة للحكومات وإلى الجهات المعنية الأخرى إلى كيفية مواجهة المشكلة العامة .
إحدى هذه التوصيات تبين طبيعة الوثيقة المكثفة فعلى سبيل المثال التوجيه رقم (10) عن الصحة يشير إلى أن الصحة والخدمات الصحية المصاحبة يجب تطويرها إلى أقصى حد ممكن في المجتمع .. وهذه الخدمات يجب أن تشمل مدى واسعاً من خدمات الاسعاف مثل مراكز الرعاية اليومية ، المصحات الخارجية ، المستشفيات اليومية ، الرعاية الطبية والتمريض والخدمات الداخلية إلى جانب خدمات الطوارئ .
ويجب توفير رعاية مؤسسة وتكون مخصصة لاحتياجات المسنين . وفي إطار هذه الرعاية المؤسسة يجب تجنب عزل المسن عن المجتمع وذلك بتضافر وتعاون الأسر المعنية والأعضاء المتطوعين .
وهذه التوصيات تفترض أن هناك هياكل مشابهة للهياكل المتوفرة في اوروبا وأمريكا وتهدف إلى تحقيق أهداف مفصلة لم يتم حتى الآن تحقيقها حتى في الدول المتقدمة بعد عقود من التخطيط والمنظمات المتخصصة ، وإذا كان مثل هذه التوصيات وما تشتمل عليه من أهداف وبرامج عمل مفصلة لم يتم تحقيقها في بريطانيا والولايات المتحدة مع الإمكانات الكبيرة المتوفرة فيهما فإن من باب أولى عدم الأخذ بتلك التوصيات أو العمل على تنفيذها من قبل المخططين في الدول النامية .
كما وأن هذه التوصيات فشلت في تحديد أولويات بطريقة يمكن للدول النامية أن تكيف نفسها للأخذ بجزء من تلك التوصيات ، وكذلك فإن التوصيات لم تشر إلى بعض جوانب الدعم المالي لتنفيذها. إن التمويل من الأسس الهامة لتنفيذ التوصيات والبرامج . إن خطة فيينا للمسنين يجب ربطها بكل حكومة وأي منظمة غير حكومية ذات علاقة بالمسنين .
لقد ظهرت بعض التوصيات الإيجابية من الاجتماعات التي عقدت في كل من داكار ، بوجوتا ، وهراري ، من هذه التوصيات أن مشكلات مثل الكحول ، الوحدة ، والتسول بين المسنين أكثر حدوثاً في المناطق الحضرية .. إلا أن هذه التوصيات أيضاً تعذر تنفيذها نظراً لأن الجهات المعنية لم توفق في وضع الأسبقيات وتوفير التمويل اللازم لمعالجة المشكلات .
إن طرح أية استراتيجية للمسنين في دول العالم الثالث ، يجب أن يبدأ البرنامج الوطني بتكلفة البرنامج وتخصيص مصادر تمويل المشروعات الخاصة بالمسنين .
المؤسسات الاجتماعية للمسنين :
تعتمد بعض الأسر في المجتمعات الحضرية بشكل خاص على المؤسسات لرعاية المسنين . وقد يكون هذا البديل مفيداً للبعض حيث أن العديد من المسنين يفقدون مساندة الأسرة لهم في ذات الوقت الذي يفقدون فيه وظائفهم ومكانتهم الاجتماعية . إلا أنه مؤلم للغاية بالنسبة للمسنين الذين ما زالوا يتمتعون بقدرات عقلية عالية .
وبالرغم من أن العديد من المسنين قادرون على رعاية أنفسهم ولكن هناك عدداً منهم مًجبر على دخول المؤسسة الاجتماعية نظراً لعدم وجود أحد من أقاربهم قادر على الوفاء باحتياجاتهم .
وفي كثير من الأحيان نجد أن كل ما يحتاجه المسنون لبقائهم هو الاهتمام والحب والإخلاص من قبل أولادهم، بغض النظر عن المساعدة المادية .
ولقد طرح بعض الكتاب بعض الطرق لتحقيق التكيّف الاجتماعي عند المسنين بدون نقلهم إلى المؤسسات الرسمية ، وذلك عن طريق نظام المساندة الاجتماعية ويرون أن هذا النظام يمكن أن يحقق ثلاثة أهداف :
ــ المخالطة الاجتماعية .
ــ القيام بواجبات الحياة اليومية .
ــ المساعدة الشخصية في أوقات الأزمات .
وهذا الأسلوب يلعب دوراً أساسياً في الحفاظ على السلامة النفسية والاجتماعية والجسمانية للفرد المسن .
و هذا النظام غير الرسمي يتميز عن الأنظمة أو المؤسسات الرسمية بطبيعته الفردية واللاديوانية حيث أن أعضاء هذا النظام يتم اختيارهم من قبل المسنين أنفسهم من بين الأقارب والأصدقاء والجيران .