التشنج العصبي
Contents
الأعصاب
يُمكن تعريف الأعصاب على أنّها حزمة من الألياف التي تعتمد على استخدام الإشارات الكهربائية والكيميائية لنقل المعلومات الحسية والحركية من أحد أعضاء الجسم إلى عضو آخر وفي الحقيقة
هناك ثلاثة أنواع من الأعصاب في الجسم
ألا وهي الأعصاب التلقائية والأعصاب الحركية والأعصاب الحسية، وتقوم الأعصاب التلقائية بالتحكم بأنشطة الجسم غير الطوعية أو الطوعية بشكلٍ جزئي
في حين أنّ الأعصاب الحركية تتحكم بالحركة والأفعال من خلال تمرير المعلومات من المخ والحبل الشوكي إلى العضلات
أمّا الأعصاب الحسية فإنّها تنقل المعلومات من الجلد والعضلات إلى النخاع الشوكي والدماغ بحيث تتمّ معالجة المعلومات بما يُتيح الشعور بالألم والأحاسيس الأخرى، وسيقدم هذا المقال معلومات عن التشنج العصبي.
التشنج العصبي
يُشير مصطلح التشنج العصبي أو النوبات العصبيّة إلى وجود مشكلة في الدماغ نتيجة حدوث نشاط كهربائي مفاجئ وغير طبيعي في الدماغ وتجدر الإشارة إلى وجود العديد من أنواع التشنّجات العصبية التي تتفاوت في أعراضها وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ معظم النوبات تدوم مدّتها من 30 ثانية إلى دقيقتين ولا تتسبب بحدوث ضرر دائم لدى الشخص
ولكنّها تُمثل حالة طبيّة طارئة في حال استمرار مدّة النوبة بما يتجاوز الخمسة دقائق أو في حال استمرار تكرار حدوث النوبات وراء بعضها البعض دون وجود فاصل بينها، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأشخاص الذين يعانون من نوبات متكررة نتيجة اضطراب في الدماغ قد يُعانون من مرض الصرع.
أنواع التشنج العصبي
في الحقيقة تتفاوت أعراض التشنج العصبي أو النوبات وقد تصِل الشديدة منها إلى اهتزاز عنيف أو فقدان السيطرة، وقد يرتبط بعضها بحالات صحيّة مُعينة وقد تمّ تصنيف التشنّج العصبي أو النوبات إلى عدّة أنواع بناءً على طبيعتها ويُمكن بيان كلّ نوع منها على النّحو الآتي:
النوبات ذات المنشأ البؤري
تُستخدم النوبات ذات المنشأ البؤري للدلالة على النوبات التي تبدأ بشكلٍ جزئي إذ يؤثر هذا النوع في منطقة واحدة من الدماغ ويُستخدم مصطلح النوبات ذات المنشأ البؤري مع الوعي في الحالات التي يُدرك بها الشخص إصابته بالنوبات ويعلم بذلك
أمّا في الحالات التي لا يُدرك ولا يعلم بها الشخص بوقت حدوث النوبات فيُطلق على ذلك مصطلح النوبات ذات المنشأ البؤري مع ضعف الوعي
النوبات ذات المنشأ المتعمم
تؤثر النوبات ذات المنشأ المتعمم في كلا جانبي الدماغ في ذات الوقت، وفي الحقيقة هناك العديد من أنواع النوبات التي تندرج تحت مصطلح النوبات ذات المنشأ المتعمم بحيث يمتاز كلّ منها بطبيعة مختلفة عن النوع الآخر، ويُمكن بيان أنواع النوبات ذات المنشأ المتعمم على النّحو الآتي:
النوبة التوترية الرمعية:
تُعرف أيضًا بمصطلح نوبات الصرع الكبرى، ويُصاحب هذه الحالة تصلب العضلات إضافةً إلى تشنّج حركات الذراع والساقين أثناء النوبة، وقد يفقد المُصاب وعيه خلال هذه النوبات، ويُشار إلى أنّها مدة النوبة قد تستمر لبضع دقائق.
النوبات المصحوبة بغيبة:
تُعرف أيضًا بمصطلح نوبات الصرع الصغير، وقد يُصاحبها حدوث وميض بشكلٍ متكرر أو التحديق في الفراغ، وقد يُعطي ذلك الآخرين انطباعًا بأنّ الشخص يحلم، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا النّوع من النوبات يستمر لبضع ثوانٍ فقط. النوبات الارتخائية:
تُعرف أيضًا بمصطلح نوبات السقوط، ويُصاحبها ميلان العضلات بشكلٍ مُفاجئ، وقد يتمثل ذلك بإيماءة الرأس أو سقوط الجسم بالكامل على الأرض، وتجدر الإشارة إلى أنّ مدّة هذه النوبة تبلغ حوالي 15 ثانية.
النوبات ذات المنشأ غير المعروف في بعض الأحيان قد لا يلحظ الشخص بدء ظهور النوبة، فعلى سبيل المثال قد يستيقظ شخص ما أثناء الليل ويلاحظ أن شريكه يعاني من النوبات، وتجدر الإشارة إلى عدم وجود معلومات كافية تدعم هذا النوع لذلك يُشار إليها على أنّها غير معروفة المنشأ.
أسباب التشنج العصبي
كما بيّنا سابقًا فإنّ مدّة وشدّة النوبات أو التشنج العصبي قد تتفاوت، وقد يُعاني الشخص من ذلك مرة واحدة فقط، أو قد يتكرر حدوثها، وفيما يتعلق بمعدل الأشخاص الذين يتطور لديهم الصرع نتيجة النوبات فيبلغ أقل من واحد لكلّ 10 أشخاص، وفيما يتعلّق بأسباب النوبات أو التشنج العصبي فهي غير معروفة، ويُمكن بيان العوامل التي من شأنها التسبّب بذلك على النحو الآتي:
السكتة الدماغية.
السرطانات.
أورام الدماغ.
إصابات الرأس.
اضطراب مستويات الكهارل في جسم الإنسان.
انخفاض مستويات السكر في الدم.
التعرض للأصوات بشكل مُتكرر، أو التعرض للأضواء الساطعة.
استخدام أنواع مُعينة من الأدوية؛ مثل مضادات الذهان وبعض أدوية الربو.
التوقف عن تناول الناركوتيات بشكلٍ مفاجئ؛ مثل الكوكايين والهيروين.
الانقطاع عن الكحول بشكلٍ مفاجئ.
التهابات الدماغ؛ مثل التهاب السحايا.
مضاعفات التشنج العصبي
قد ينطوي على حدوث النوبات أو التشنج العصبي في أوقات مُعينة إلى نشوء ظروف تُشكّل مصدر خطر على الشخص نفسه، أو قد تشكّل خطرًا على الأشخاص من حوله، ويترتب على ذلك التعامل مع النوبات بشكلٍ مناسب، ويُمكن بيان أبرز مضاعفات التشنج العصبي على النّحو الآتي:
السقوط، فقد يترتب على تعرض الشخص لنوبة سقوطه على رأسه أو حدوث كسور العظام.
الغرق خاصّة إذا ما تطوّرت النوبة أثناء السباحة أو الاستحمام. حوادث السيارات، ويُعزى ذلك إلى احتمالية فقدان الوعي أو القدرة على التحكم خطرة عند قيادة السيارة في حال حدوث النوبات أثناء ذلك.
مضاعفات الحمل، إذ يُشكّل حدوث النوبات أثناء الحمل خطورة على كلٍّ من الأم والطفل، وقد يؤدي استخدام بعض الأدوية المُضادة للنوبات إلى حدوث عيوب خلقية لدى الجنين. الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق.